عندما نسمع كلمة
"بكتيريا"، أول ما يأتي في أذهاننا هي البكتيريا الضارة
التي تؤذي أطفالنا، على الرغم من أن نسبة وجودها لا تتعدى الواحد بالمئة.
تعتبر البكتيريا بنوعيها المفيد والضار قديمة قدم الكون نفسه، ولكن تم اكتشافها
عام 1674 م على يد العالم الهولندي أنتوني فان ليفينهوك والذي استطاع رؤيتها من
خلال مجهر تم اختراعه حديثا.
تتواجد البكتيريا - سواء الضارة أو النافعة - في الأمعاء
ويحتاج الطفل إلى تحقيق التوازن بينهما حتى يتمتع بعملية هضم سليمة ويستفيد جسمه
بالفيتامينات والمعادن المتواجدة في الأطعمة التي يأكلها. لكن هذا ليس الحال في كل
الأوقات، لأن مستوى البكتيريا الضارة قد
يزداد، مما يؤدي إلى العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي.
إذا
ماذا عليك فعله لإعادة التوازن إلى معدة طفلك؟
إليك
هذه المقالة لتتعرف أكثر على البكتيريا النافعة وأعراض انخفاضها وطرق العلاج لصحة
أفضل لطفلك.
ما هي البكتيريا النافعة؟
تعيش مئات الآلاف من البكتيريا والكائنات المجهرية الأخرى
في كل مكان في الجسم، ولكنها تتركز بشكل عام في الجهاز الهضمي والأمعاء والقولون. يستمد الجسم أول دُفعة من
هذه البكتيريا عند الولادة، وتتغير نسبتها وأنواعها على مدار أول سنتين بسبب تناول
حليب الأم وأنواع المضادات الحيوية المختلفة والنظام الغذائي، وغيرها من العوامل،
وتتوقف هذه التغيرات وتستقر عند سن الثالثة. تنقسم البكتيريا إلى بكتيريا نافعة
وضارة، وتعمل النافعة منها على تعزيز مناعة الطفل وحماية جسمه من العدوى والإعياء،
كما تزوده بفيتامين B.
ماذا يحدث
عند انخفاض البكتيريا النافعة في الجسم؟
عندما يقل مستوى البكتيريا النافعة، تبدأ بعض اضطرابات
المعدة في الظهور:
مشاكل الجهاز الهضمي
عندما تزداد نسبة البكتيريا الضارة عن البكتيريا النافعة
في الأمعاء، يتعسر على الجهاز الهضمي امتصاص الطعام بشكل طبيعي والاستفادة من
عناصره الهامة، مثل الفيتامينات والمعادن، ويؤدي ذلك إلى مشاكل هضمية عديدة، مثل:
●
الإسهال
●
الإمساك
●
اضطرابات وآلام
المعدة
●
عسر الهضم
●
إعياء وتعب
بالإضافة إلى حالات الانتفاخ التي يسببها عدم هضم الطعام
وبقائه مدة طويلة في الأمعاء حتى يتخمر وينتج عنه الغازات والتقلصات المزعجة، كما
أن قلة البكتيريا النافعة تؤثر على إنتاج الإنزيمات اللازمة لهضم اللاكتوز الموجود
في الألبان ومشتقاتها، فيشعر الطفل بالغثيان وتشنجات المعدة.
ضعف المناعة
يشتكي
الكثير من الآباء والأمهات أن مناعة أطفالهم في انخفاض
مستمر مما يجعلهم فريسة سهلة للعديد من الأمراض والنزلات المعوية والفيروسات
الضارة. يؤدي نقصان البكتيريا النافعة إلى ضعف المناعة والذي بدوره يسمح بمرور
الجراثيم والفيروسات المتواجدة في الطعام دون مقاومة، فيزداد جسم الطفل ضعفا ويكون
أكثر عرضة للعدوى. بالإضافة إلى عدم تناول الأطعمة الصحية، مثل الخضار والفاكهة
والبقوليات، وهي جميعها مأكولات لا يحبها معظم الأطفال و يتفادون أكلها، فتستمر
البكتيريا الضارة في الازدياد.
الإكثار من تناول السكريات
قد يتساءل الآباء والأمهات عن حب أبنائهم لتناول العديد
من الأطعمة عالية السكر، مثل:
●
الشوكولاتة
●
حلوى الجيلي
●
مختلف أنواع الكعك
●
الأيس كريم
●
السكاكر
●
المشروبات الغازية
ويعد أحد أسباب الإفراط في
تناول مثل هذه الأطعمة هو ازدياد البكتيريا الضارة التي تؤذي الطبقة المخاطية
المعوية، مما يؤدي إلى عدم اتزان بكتيري واشتهاء أنواع معينة من الأكل.
السمنة و تغيرات الوزن الملحوظة
يؤثر عدم اتزان البكتيريا في الجسم على الغدة النخامية
المسؤولة عن مؤشرات الجوع والشبع ونوعية الطعام الذي يشتهيه الطفل (مثل السكريات
كما ذكرنا مسبقا). يؤدي الإفراط في تناول السكريات والمحليات الصناعية إلى زيادة
الوزن، فضلا عن انتشار بعض أنواع البكتيريا الضارة التي تعمل على تكسير الطعام
وزيادة إفرازه إلى مجرى الدم مما يزيد من نسبة السعرات الحرارية والتي تُسبب
بدورها السمنة.
حساسية الطعام
أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي أُقيمت في مستشفى
بوسطن للأطفال أن هناك ارتباط واضح بين زيادة البكتيريا الضارة والحساسية تجاه بعض
الأطعمة عند الأطفال. قام العلماء باختبارات سريرية ل56 رضيع مصاب بالحساسية مع
غيرهم من الرُضَّعٌ الأصحاء واتضح أن هناك تفاوت في نسبة البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ماذا أفعل لإعادة التوازن البكتيري لطفلي؟
إذا لاحظت أي من تلك الأعراض التي ذكرناها مسبقا على
أطفالك، عليك التدخل سريعا حتى لا يتفاقم الأمر وتنتشر البكتيريا الضارة مسببة
مضاعفات هم في غنى عنها.
تناول البروبيوتيك
يساعد دواء
بروبيوتيك
للأطفال على استعادة التوازن في الجهاز الهضمي، فتعمل
هذه المكملات الغذائية على زيادة نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء والحد من
انتشار الضارة منها، ومن أهم فوائدها:
●
تقليل فرص الإصابة بالإمساك أو الإسهال
●
تقوية الجهاز الهضمي
●
تخفيف
تقلصات المعدة والشعور بالراحة
●
سهلة التناول من قبل الأطفال الرُضَّعٌ لأنها عديمة الرائحة واللون
●
تخفيف الغازات والانتفاخ
●
الحد من الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء
تناول
الأطعمة المليئة بالألياف
يجب الحرص على تقديم الأطعمة الغنية بالألياف، مثل
الخضروات والفاكهة إلى أبنائك حتى تساعدهم على تقوية جهازهم المناعي والتخفيف من
حالة الإمساك، فضلا عن أنها جيدة لصحة الجهاز الهضمي. يمكنك تقديمها بشكلها الأساسي
أو صنع العديد من الوصفات اللذيذة التي يحبها الأطفال، ومن أكثر المواد الغذائية
المليئة بالألياف:
●
الأفوكادو: تتكون هذه الثمرة من العديد من الفيتامينات
والبوتاسيوم والمغنيسيوم والدهون الصحية التي تعزز صحة الأطفال.
●
الفراولة: تعد من أكثر الفاكهة المحببة لصغار السن لكونها لذيذة
ومغذية، كما يمكن تقديمها كفاكهة للأكل أو صنع شراب لذيذ يتناوله أبنائك في الصباح.
●
التوت: يحتوي كوب عصير التوت على 8 غرامات من الألياف، كما
أنه غني بفيتامين C.
●
التفاح: من المؤكد أنك
سمعت بمقولة "تفاحة يوميا تغنيك عن الطبيب"، بجانب توافر هذه الفاكهة في
البلاد العربية، فهي أيضا منخفضة السعر وغنية بالفيتامينات والألياف
●
البروكلي: برغم من أن كثير من الأطفال لا يفضلون هذا النوع
من الخضراوات، إلا أنه غني
بفيتامين K و B و C، كما أنه ملئ
بمضادات الأكسدة.
شرب الماء باستمرار
يجب أن تحث أبنائك على شرب الماء بشكل منتظم لإبقاء
أمعائهم رطبة وكذلك تعزيز صحة جدار المعدة وتحقيق توازن البكتيريا داخل الجهاز
الهضمي. إليك بعض النصائح الهامة:
●
قم بإعطاء الماء للرضع بدءً من الشهر السادس بحيث تكون الكمية
ربع كوب مع كل وجبة
●
تجنب الماء المقطر لفقدانه عنصر الصوديوم
●
استخدام المياه المعدنية
● استخدام الماء المفلترة بعد غليها لمدة دقيقتين
إرسال تعليق